اضطرابات المصران الغليظ والصيام في رمضان

يعود الصيام بالفائدة على مختلف أعضاء الجسم لا سيما الخلايا التي تجد في ساعات الصيام فرصة ملائمة حتى تتجدد بما في ذلك خلايا الجهاز الهضمي. كما يحقق الصيام منافع هامة على الكبد الذي يلعب دورا هاما في المساعدة على الهضم وتخليص الجسم من السموم ولذا فإن شهر رمضان يعد فترة نقاهة للكبد ولكامل الجسم.

ويشار إلى أن هذه الفوائد لا تتحقق إلا من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وسليم خلال ساعات الإفطار ذلك أن العادات الغذائية السيئة يمكن أن تؤدي لظهور مشاكل واضطرابات هضمية في الجسم. ولذا يجب خلال شهر رمضان تفادي استهلاك الأكل الذي من شأنه أن يؤدي إلى عسر الهضم والانتفاخ في البطن وغيره من الأعراض المزعجة وفي المقابل لا بد من تسهيل عملية الهضم على الجهاز الهضمي وذلك من خلال تقسيم الأكل وتجزئته طيلة فترة الإفطار.

مرضى المصران الغليظ والصيام

يشكو مرضى المصران الغليظ خلال شهر رمضان من عسر الهضم وانتفاخ البطن إضافة إلى الإمساك الذي من شأنه أن يتسبب في ظهور البواسير والريشة كما يمكن أن يشتكي المرضى من الإسهال والغازات خاصة بعد وجبة الإفطار.

تزداد هذه الأعراض حدة خلال شهر رمضان بسبب العادات الغذائية السيئة مثل كثرة استهلاك البقوليات ( الحمص، الفول…) التي تسبب الغازات وكثرة استهلاك المقليات والأكل الغني بالألبان والأجبان الذي من شأنه أن يسبب تهيجات وآلام على مستوى البطن.

وتكثر الإصابة بالإمساك خلال شهر رمضان بسبب نسيان شرب الماء خلال ساعات الإفطار ولذا من المهم تذكر شرب كميات كافية من الماء إلى جانب استهلاك الألياف وخاصة السلطات غير المطبوخة بمختلف أنواعها حيث تساعد الألياف في تحسين عملية الهضم والتقليل من ارتفاع الأنسولين بعد الأكل كما أن الألياف الموجودة في الخضر تساعد في إنتاج البكتيريا النافعة في المعدة.

طرق تحسين النظام الغذائي لدى مرضى المصران الغليظ

لتجنب الأعراض المزعجة للمصران الغليظ من المهم العناية بالنظام الغذائي وذلك من خلال الابتعاد عن استهلاك الأغذية الحارة والمليئة بالتوابل والتقليل من الأكل المقلي وتعويضه بالأكل المطبوخ في الفرن أو في البخار. ويفضل استهلاك السلطات النية لأنها تحتوي على كميات أكبر من الألياف خاصة بالنسبة لمن يعانون من الإمساك وفي المقابل فإن الأشخاص الذين يعانون من الإسهال أو من يعانون من كثرة الغازات فيفضل استهلاك الخضر المطبوخة.

ولكن يجدر الإشارة إلى أن تشخيص المصران الغليظ لا يتم إلا من خلال عيادة أخصائي في أمراض الجهاز الهضمي والقيام بالفحوصات اللازمة لتأكيد التشخيص. ولكن في المقابل إذا ازدادت الأعراض لا بد من زيارة الطبيب المختص للتأكد من عدم الإصابة بمشاكل صحية أخرى إلى جانب المصران الغليظ.

وأخيرا، من المهم التذكير بأهمية الحصول على قسط كاف من النوم والتقليل من التوتر الذي من الممكن أن يزيد من تهيج المصران الغليظ ومشاكل الجهاز الهضمي إلى جانب التأكيد على أهمية ممارسة الرياضة التي تسهل عملية الهضم.