تخلق اضطرابات التبول عند الأطفال عدة مشاكل تهم الطفل من جهة أولى حيث يمكن أن تتسبب له في مشاكل اجتماعية ويمكن أن تحد من قيامه بالعديد من النشاطات. كما يمكن أن تؤثر هذه الاضطرابات على الأهل الذين يجدون صعوبة في فهم المشكل في البداية فإما أن يحاولو تجاهلها أو تخلق له مشاكل يومية بما أنهم غير قادرين على حلها.
التبول اللاإرادي أثناء النوم
توجد عدة أسباب وراء التبول اللاإرادي والتي تختلف في طريقة علاجها فنجد التبول اللاإرادي الليلي هو اضطراب في التبول خاصة ليلا وتحدث من مرتين أو أكثر أسبوعيا وتصيب الطفل الأكبر من خمس سنوات. وهذا التبول يحدث فقط أثناء النوم بينما لا تحدث طيلة اليوم. وتجدر الإشارة إلى أن الطفل قبل سن الخمس سنوات من الممكن أن يكون غير قادر على التحكم في عملية التبول أحيانا وهو أمرا طبيعيا فالأطفال لا يتخلصون من الحفاظات في نفس السن حيث تشير بعض الدراسات إلى أن 20 بالمائة من الأطفال يتخلصون من الحفاظات في سن الثلاث سنوات بينما 80 بالمائة من الأطفال في سن الأربع سنوات. وتظل نسبة صغيرة جدا غير قادرة على التخلص من الحفاضات لعدة أسباب أهمها :
- العوامل الوراثية
- النوم الثقيل
- زيادة في نسبة إفراز الهرمون المسؤول عن التبول أثناء النوم
- النوم المتقطع
- فرط الحركة
- الإمساك
علاج التبول اللاإرادي أثناء النوم
يعالج التبول اللاإرادي عند الأطفال أثناء النوم من خلال تغيير سلوكيات الطفل وذلك من خلال تعويده على تجنب شرب الماء قبل ساعتين من النوم والابتعاد عن شرب المشروبات الغازية والحلويات قبل النوم. وفي المقابل من المهم شرب كميات هامة من الماء أثناء النهار. ويمكن إيقاظ الطفل ليلا للتبول. ويجب أن يشجع الوالدين أطفالهم وتحفيزهم على تجنب التبول ليلا. أما بعض الحالات الخاصة فهي تستحق علاجا دوائيا.
التبول اللاإرادي ليلا ونهارا
هي حالة من التبول اللاإرادي التي تصيب الطفل في النهار والليل بحيث لا يستطيع الطفل التحكم في عملية التبول ولا يستطيع حتى الوصول إلى الحمام عند الرغبة في التبول وأحيانا قد لا يشعر بنفسه أثناء النهار أيضا. وأحيانا قد يجد الطفل صعوبة في التبول. إن جملة هذه الأعراض تؤكد على وجود سبب عضوي ورائها وتوجد عدة أسباب مرضية أهمها مرض السكري وله علاج خاص.
أما بالنسبة للأسباب الجراحية فهي مرتبطة أساسا بالتشوهات على مستوى المسالك البولية وأكثرها انتشارا هو إرجاع البول حيث يقوم الحالب بإرجاع البول بشكل عكسي لذا يمكن أن تحدث أحيانا حالات تبول لا إرادي وعموما يعاني هؤلاء الأشخاص من جرثومة في البول وهي حالات تشوه خلقية ولكن يمكن أن لا يتم اكتشافها إلا بعد الإصابة بالتبول لا إرادي. وتشمل التشوهات كذلك انتفاخ في الحوض القريب من الكلى فينحبس البول ثم ينزل لا إراديا. كما يمكن أن يصاب الطفل ببعض أنواع الفتق في كيس البول لتشخيص هذه الحالات من الضروري القيام بصور بالصدى والقيام ببعض التحاليل للتعرف على السبب.
يوجد نوع آخر من الأمراض المتمثل في تشنج المثانة وهي فرط نشاط على مستوى المثانة وعادة عندما يسعل هؤلاء الأطفال أو يعطسوا يحدث ضغط على البطن يؤدي إلى سلس البول لذا في حال وجود هذه الأعراض يتم القيام بتخطيط على مستوى كيس البول. وفي حالات معاكسة نجد كيس البول بخيلا جدا ولا يدخل هؤلاء الأطفال إلى الحمام إلا قليلا طيلة اليوم وعندما تتسع عضلة كيس البول تفقد وظيفتها فتتسبب في عدة مضاعفات على غرار الحصى في الكلى وفي كيس البول.
وأخيرا تضل الجراحة دائما الخيار الأخير بعد استكمال كل الطرق العلاجية الممكنة إلا في حالات التشوهات التي لا يمكن علاجها إلا عبر الجراحة للتخلص من التبول اللاإرادي. وللحصول على الخطة العلاجية المناسبة من الأفضل تشخيص الحالة مبكرا.