صعوبات الانتباه والتركيز عند الأطفال

تنشر صعوبات التركيز عند الأطفال وتزداد حالات الإقبال على الأخصائيين النفسيين لعلاج هذا المشكل وعادة يتم اكتشاف المشكل عند دخول الطفل المدرسة. ويتمثل التركيز في قدرة الطفل على تجميع انتباهه على ما يقوم به وثانيا وقدرته على تجنب ما يشتت الانتباه حتى ينجح في التركيز. ومشاكل التركيز يمكن أن تكون عرضية أو متزامنة ومنتظمة في التوقيت وتكون مرتبطة بأمراض معينة نفسية أو عضوية.

الأسباب

ترتبط أسباب انتباه التركيز حسب نوعية الصعوبات، فإذا كانت وقتية فهي تكون إما بسبب الإرهاق لدى الطفل ويكون ذلك بسبب مرض ما أو النوم لساعات غير كافية أو النوم بشكل متقطع. كما يمكن أن يكون المشكل بسبب التعرض المفرط إلى شاشات التلفاز والهواتف إضافة إلى ساعات الدراسة الطويلة وهو ما يؤدي إلى التعب وفقدان القدرة على التركيز.

يمكن أن يكون المشكل أيضا مرتبطا بالاكتئاب الذي يصيب الطفل أو المشاكل العائلية أو الطفل الذي يتعرض إلى التنمر في المدرسة أو في مواقع التواصل الاجتماعي. ومن بين الأسباب الأخرى هي قلة عامل التحفيز ولذا من المهم الانتباه إلى طريقة تدريس الطفل فإذا كان يتعرض خلال تدريسه إلى العنف اللفظي أو المادي فسيؤدي هذا الأمر بالضرورة إلى فقدان الطفل القدرة على التركيز وفقدان الشغف للدراسة عموما.

من جهة أخرى توجد أمراض عضوية يمكن أن تؤدي إلى صعوبات التركيز كالأمراض العصبية مثل مرض الصرع أو الأورام في الدماغ. كما يؤدي نقص بعض الفيتامينات والنظام الغذائي غير الصحي إلى نقص التركيز.

أما صعوبات التركيز المستمرة في الوقت فهي مرتبطة أساسا بمشكلات نفسية مثل صعوبات التعلم وصعوبات القراءة والكتابة إضافة إلى اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة وهو مرض عصبي مرتبط بنمو الطفل و يكون الطفل في هذه الحالة غير قادر على التحكم في قدرته على التركيز.

كما توجد أيضا مشاكل مرتبطة بالذكاء ويكون إما بفرط الذكاء أو بنقص في الذكاء فيجد الطفل صعوبة في الفهم ولذا لا يستطيع التركيز معه. ونجد أخير الأمراض النفسية كاضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والاكتئاب.

الأعراض

يمكن أن يتم اكتشاف صعوبات التركيز في المدرسة من قبل الأستاذ من خلال ملاحظة ملل الطفل السريع من التمرين الذي يقوم به ولا يكون قادرا على الاستمرار في القيام بنفس التمارين وعند الحديث مع الطفل لا يستطيع التركيز مع المتكلم لأكثر من خمس دقائق متواصلة.

التشخيص والعلاج

بمجرد ملاحظة الأعراض والتي استمرت لأكثر من ثلاث أسابيع لا بد من عيادة أخصائي. ويقوم الأخصائي بعد التشخيص بتقديم نصائح للأهل بخصوص تنظيم وقت الطفل في اليوم وتقسيم يومه بطريقة سليمة حيث يتم تحديد عدد ساعات النوم و عدد ساعات مشاهدة التلفاز أو الهاتف. كما يتم أيضا تنظيم النظام الغذائي للطفل لتحقيق حاجاته الغذائية.

أما على مستوى التحفيز يجب التركيز على نقاط قوة الطفل وتثمين النجاحات الصغيرة التي يقوم بها إلى جانب العلاجات النفسية كالعلاج السلوكي المعرفي. وفي حالات متطورة يتم تقديم أدوية لعلاج الطفل.