متلازمة الطفل الملك

متلازمة الطفل الملك هي مصطلح يُستخدم لوصف سلوكيات معينة تظهر عند الأطفال الذين يتلقون معاملة استثنائية أو تفضيلية من قبل الوالدين أو الأشخاص المقربين منهم. في هذه الحالة يكون الطفل محاطا بكثير من الاهتمام والدلال حيث يتحصل الطفل على كل ما يطلبه دون أي قيود أو حدود.

يخلق هذا السلوك التربوي الذي يعتمده الأهل عدة مشكلات على مستوى تركيبة الطفل النفسية فتظهر عليه سلوكيات التسلط والتحكم دون أن يتعلم احترام القواعد والقوانين التي يضعها الوالدين أو المدرسين وفي حالات الرفض تظهر على الطفل سلوكيات عدائية كالصراخ وعدم تقبل أي حدود. تنجر عن هذه السلوكيات عدة إشكاليات خاصة بعد دخول الطفل المدرسة حيث يرفض الالتزام بالقواعد المدرسية ويجد بالتالي صعوبات في التعلم كما يمكن أن يؤثر هذا السلوك حتى على مستقبل الطفل حتى بعد أن يصبح شخصا راشدا.

عادة يميل الأهل إلى هذا السلوك بسبب تعويض أطفالهم عن المشاعر التي كانوا بحاجة لها في طفولتها، حيث يرى الأهل ضرورة الاهتمام بكثرة بالطفل وتدليله وتحقيق جميع رغباته دون أي حدود تعويضا للنقص الذي عاشه الأهل مع آبائهم في السابق ولكن من المهم التذكير أن هذا السلوك لن يكون شخصا سويا بل سيكون شخصا أنانيا وكثير الاعتماد على الآخرين غير قادر على الالتزام بالحدود وتحمل المسؤولية وهو ما سيؤثر لاحقا على حياته الاجتماعية وحتى المهنية.

التعامل مع متلازمة الطفل الملك

من المهم وضع حدود واضحة ومفهومة للطفل بحيث يعلم أنه لا يمكنه الحصول على كل شيء دون جهد أو انتظار. كما أن هذه الحدود لا ترسم عن طريق العنف المادي أو المعنوي بل بطرق أكثر هدوء. لا بد من تفسير وتوضيح هذه الحدود وأهميتها للطفل تدريجيا حتى يتعود.

أخيرا،إذا كان سلوك الطفل يتسبب في مشاكل مستمرة، قد يكون من الأفضل استشارة أخصائي نفسي لتعلم آليات التعامل مع الطفل وتقويم سلوكه.