إعداد التلميذ نفسيا لإجتياز إمتحان البكالوريا

06/06/2024   الصحة النفسية   890  
السيدة حنان بالعايبة قرفالي

إعداد التلميذ نفسيا لإجتياز إمتحان البكالوريا

تقترن وضعية الإمتحان عادة بنوع من الإثارة والتحفيز سواء أكانت سيكولوجية أو جسدية أو ذهنية. ويختلف مستوى الإثارة من شخص إلى آخر ويكون في البداية ضغطا نفسيا وهو حالة عادية وطبيعية ولكن الإشكال عندما يتحول هذا الضغط إلى ضغط متقدم يترجم على مستوى نفسي وجسدي ويمكن أن يصل إلى حالات الخوف ونوبات الهلع.

يطلق على هذه الحالة إسم فوبيا الامتحانات ويكون الطفل في هذه الحالة تلميذا متميزا في منتصف السنة الدراسية إلا أنه وبمجرد بلوغ موعد الامتحان يشعر التلميذ بخوف كبير وغير مبرر يكبله ويعيق قدرته على إجتياز الإمتحان مثل أقرانه. وبالنسبة لتلامذة البكالوريا يعبر أغلبه عن عدم قدرته حتى على المراجعة ولذا من المهم البحث في هذا المشكل حتى ينجح التلميذ في تخطيه.

الأسباب

تختلف الأسباب من تلميذ لآخر وأهمها هي :

  • التجارب التي عاشها الطفل قبل سابقا في إمتحان ( تلميذ عاش صدمة لدى اجتيازه لمناظرة في فترة سابقة ولم ينجح) تخلق هذه الحالة لدى الطفل بصمة نفسية متكونة جراء الامتحان فيفقد ثقته في نفسه وفي منظومة الإمتحان.
  • الانتظارات : تكثر الانتظارات من الطفل فيشعر التلميذ بمسؤولية ثقيلة تجعله يخاف ولذا من المهم التقليل من الضغط والانتظارات.
  • التلميذ المثالي : يشعر التلميذ المثالي أنه يوجد شيء ما ينقصه ولا يكون راض عن نفسه بشكل تام.
  • المقارنة : يمكن أن يقارن التلميذ نفسه بإحدى أخويه الذين اجتازوا سابقا البكالوريا وأحيانا يزيد الأولياء بخطابهم حجم المقارنة فتخلق خوف داخل الطفل أن لا يكون في مستوى انتظارات الأم والأهل.

الأعراض

تترجم الأعراض على المستوى الجسدي والنفسي والعاطفي والذهني والمعرفي، وعلى مستوى جسدي يشعر الطفل بالغثيان وآلام البطن مع آلام في الرأس وزيادة في دقات القلب مع تعرق مفرط واضطرابات الأكل ( انقطاع شهية الأكل وزيادة شهية الأكل). أما على مستوى نفسي يكون الطفل عصبيا ومتوترا أو يصبح منطو وبالنسبة للأعراض الفكرية يجد الطفل نفسه وبمجرد وضع أوراق المراجعة أمامه يجد نفسه قد نسي كل المعلومات كما يمكن أن تراود الطفل أفكارا سلبية حول نتائج الإمتحانات.

كيف يمكن أن نتصرف مع الخوف المبالغ من الإمتحانات؟

للأولياء دور أساسي في فترة المراجعة والإمتحانات حيث يجب أن يهتم الولي بحاجيات الطفل الأساسية كالأكل من خلال إعداد الطفل إلى الأكلات التي يفضلها. كما يحتاج تلميذ البكالوريا إلى سبع أو ثماني ساعات نوم ليلا وبالنسبة للتلاميذ الذين يفضلون المراجعة ليلا لا يجب عليهم أن يتجاوزوا منتصف الليل لأن قلة النوم ترفع من هرمون الكورتيزول وتسبب التشتت الذهني.

إلى جانب الأكل والنوم من المهم الحفاظ على نشاط بدني فإذا كان الطفل يتمرن لا بد أن يواصل التمارين خلال فترة الإمتحانات وبالنسبة للأطفال الذين لا يمارسون أنشطة رياضية لا بد لهم من المشي يوميا لمدة لا تقل عن 20 دقيقة.

وبالنسبة للأولياء عليهم تجنب بعض السلوكات التي تؤثر سلبا على الطفل ومن ذلك تجنب تذكير الطفل دائما بتجربة الولي الخاصة فالطفل يحق له خوض تجربته بشكل منفصل عن تجربته أهله المختلفة عنه في الزمان والمكان والظرفية. كذلك يجب أن يضع الولي ضمن أولوياته الصحة النفسية لابنه ولا يجب الضغط عليه بخصوص نتائج الامتحانات فالطفل بحاجة إلى من يطمئنه لا من يزيد من شعوره بالخوف.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery