التبول اللاإرادي عند الأطفال : أسبابه وعلاجه

18/11/2024   صحة الطفل   790  
الدكتورة نسرين بلغيث بن زايد
التبول اللاإرادي عند الأطفال : أسبابه وعلاجه

التبول اللاإرادي هو حالة منتشرة في صفوف الأطفال خاصة ممن لم يتجاوزوا سن الخمس سنوات وهي حالة طبيعية نتيجة لعدم اكتمال نمو الجهاز العصبي لدى الأطفال ولذا يمكن أن يحدث أحيانا إنفلات في التبول. ولكن إذا استمرت الحالة بعد الخمس سنوات وبقيت متواصلة كل ليلة لمدة تتجاوز النصف سنة لا بد من عيادة طبيب لأنها دليل على وجود مشكل صحي لا بد من تشخيصه وعلاجه.

الأنواع

من المهم التمييز بين التبول اللاإرادي الرئيسي والتبول اللاإرادي الثانوي في التشخيص.

  • التبول اللاإرادي الرئيسي : هو الحالة التي يكون فيها الطفل لم يكتسب القدرة على التحكم في التبول أثناء النوم منذ ولادته. وهي حالة شائعة عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5-6 سنوات. ويمكن أن تكون ناتجة عن عوامل وراثية أو عن إدرار مفرط للتبول ليلا والذي يعود إما بسبب كثرة شرب الماء ليلا أو نتيجة لصغر حجم المثانة. توجد بعض العوامل التي تزيد من حدة التبول اللإرادي على غرار اللحمات فالأطفال الذين يعانون من هذا المشكل ومن مشكل الشخير ليلا يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للتبول اللإرادي.
  • التبول اللإرادي الثانوي : يحدث عندما يعود الطفل إلى التبول اللاإرادي بعد أن يكون قد تحكم في المثانة لفترة لا تقل عن 6 أشهر. يمكن أن تكون الحالة ناتجة إما عن مرض عضوي على غرار السكري أو نتيجة لمشكل نفسي.

التشخيص

لا بد من عيادة طبيب مختص إذا استمرت الحالة لفترة طويلة وإذا كان الطفل ق تجاوز سن 5-6 سنوات. وبداية يقوم المختص باستجواب الطفل والعائلة حول السوابق الوراثية للعائلة وعادات شرب المياه كما يسعى المختص أثناء الاستجواب استبعاد الأسباب النفسية التي قد تكون سببا وراء التبول اللإرادي.

في مرحلة ثانية يقوم المختص بفحص سريري للطفل لاستبعاد أي مشكلات عضوية عصبية قد تكون سببا وراء هذا المشكل.

العلاج

بعد تحديد الأسباب يتم وضع خطة علاجية والتي يمكن أن تشمل العلاج الدوائي من جهة والتدخل النفسي والسلوكي من جهة أخرى.

يهدف العلاج السلوكي إلى توعية الطفل حول آليات حدوث عملية التبول وبمجرد استيعاب هذه الطريقة يمكن أن يتعلم الطفل طريقة الاستجابة للإشارات المرسلة من المثانة أثناء النوم. كما يجب أيضا تجنب شرب السوائل بكثرة قبل النوم وتنظيم مواعيد الدخول إلى الحمام والتأكد من إفراغ المثانة بشكل كامل.

إذا استمر المشكل رغم هذه الحلول يتم التوجه إلى الحلول العلاجية على غرار تحفيز العصب العجزي وهو إجراء طبي يتم فيه استخدام جهاز صغير لإرسال إشارات كهربائية منخفضة التردد إلى الأعصاب العجزية التي تتحكم في المثانة والعضلات المحيطة بها بهدف تكبير حجم المثانة والتقليل من نشاطها. في البداية يوصى بالقيام بحصص يومية لمدة عشرين دقيقة ثم يتم التقليل في عددها تدريجيا مع تحسن حالة الطفل.

في حال عدم استجابة المثانة لهذا التحفيز يتم القيام بتخطيط للتعرف على سبب التبول اللاإرادي. يمكن أن يكشف التخطيط فرط نشاط عضلة المثانة والذي يمكن علاجه باستعمال بعض الأدوية. أما إذا كشف التخطيط عن وجود مشكل في الهرمون المسؤول عن إفراز البول يمكن للمختص أن يصف علاجا لتعديل دور هذا الهرمون.

يشار إلى أن التبول اللإرادي الرئيسي المصحوبة بأعراض نهارية هو حالة صحية تتطلب خطة علاجية مختلفة ففي البداية يتم القيام بفحص سريري مفصل لأنها يمكن أن تكون عارضا لمشكل عصبي وفي حال عدم استجابة المثانة للعلاج السلوكي وتعديلات نمط الحياة لا بد من القيام بتخطيط للكشف عن الأسباب.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery