التدخين في سن مبكرة وسبل الإقلاع عنه

21/05/2024   709  
الدكتور مدثر مرزوق

التدخين في سن مبكرة وسبل الإقلاع عنه
التدخين هي آفة تصيب جميع الفئات من مختلف الأعمار وتسبب العديد من المخاطر الصحية خاصة بالنسبة للأطفال الذين يبدأون التدخين في سن مبكرة ليصلوا في مرحلة متقدمة إلى تدخين المخدرات وغيرها من المواد الأشد خطورة. كما أن المشاكل الصحية لدى الأطفال الذين بدأوا التدخين في سن مبكرة تبدأ منذ بداية سن الأربعين لتشكل خطرا على الحياة.

الأسباب

تحول التدخين بمرور السنين إلى ظاهرة اجتماعية ورغم تراجع نسبة المدخنين في بلدان العالم المتقدمة تشهد البلدان النامية في المقابل زيادة في عدد المدخنين سنويا. ولذا من المهم خاصة بالنسبة للأطفال الابتعاد عن أول سيجارة لأنها أخطر سيجارة وهي بمثابة الفخ الذي يؤدي في نهاية الأمر إلى الإدمان على التدخين.

كما يمكن تفسير تنامي عدد المدخنين نتيجة لتحول السجائر في المخيلة العامة للأشخاص وخاصة كعلامة على التطور والكبر وهي صورة ناتجة عن خطة تسويقية غير مباشرة مستمرة على مر السنين لتتحول السجائر إلى رمز إلى الشباب والقوة وغيرها من الصفات الحسن بينما تسبب السجائر في حقيقة الأمر خطر الإصابة بالأمراض السرطانية إلى جانب خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين التي تشكل تهديدا على حياة المريض.

من المهم تغيير هذه الصورة المصاحبة للتدخين وذلك من خلال الحديث بكثرة عن مساوئ التدخين خاصة للأطفال. كما يجب أن تعمل المؤسسات التربوية على منع التدخين سواء للتلاميذ أو للمدرسين والإطار الإداري حتى يكون قدوة للتلاميذ.

إدمان التدخين

في التدخين لا يكمن المشكل في السجائر بحد ذاتها بل بسبب التعلق البيولوجي والنفسي بالسجائر مما يؤدي إلى الإدمان و يجعل عملية الإقلاع أكثر صعوبة.

و يحدث الإدمان للتدخين بسبب مادة النيكوتين التي لا تؤدي إلى الأمراض السرطانية مقارنة بالمواد التي تخرج عند احتراق السيجارة كمادة القطران وأول أكسيد الكربون وغيرها من المواد المسرطنة. بل تؤدي مادة النيكوتين إلى الإدمان.

وفي إدمان السجائر نجد نوعان :

  • إدمان بيولوجي : يتمثل في إدمان الجسم على مادة النيكوتين لذلك يكون الإقلاع عن التدخين ضمن خطة مدروسة من خلال التقليل التدريجي في عدد السجائر يوميا.
  • إدمان سلوكي : يتمثل هذا الإدمان في دخول عملية التدخين بمختلف مراحلها في الروتين اليومي للإنسان لذا فإن الإقلاع المفاجئ عن التدخين يمكن أن يخلق للفرد حالة من الفراغ ويفقد الإنسان بعدها المتعة التي كان يشعر بها سابقا عند التدخين لذا فإن الإقلاع عن التدخين يشمل أيضا الجانب السلوكي من خلال تعويد الجسم على التخلص من هذه العلاقة والبحث عن المتعة في سلوكيات أخرى صحية.

وتجدر الإشارة إلى أن التدخين السلبي لا يقل أهمية عن التدخين العادي حيث يمكن أن يصاب الطفل أو مختلف أفراد العائلة المعرضة إلى التدخين السلبي إلى مخاطر صحية قلبية وتنفسية لذا يجب حماية غير المدخنين وخاصة الأطفال من خلال تجنب التدخين بالقرب منهم.

إن بدائل السجائر العادية كالسجائر الالكترونية والتبغ المسخن هي وسائل يمكن أن تساعد الفرد خلال مرحلة الإقلاع عن التدخين ولكنها لا يجب أن تتحول أبدا إلى بديل للسجائر التقليدية لأنها تشكل بدورها خطورة على الصحة العامة ولو بنسبة أقل من السجائر العادية ولذا فإن الأفضل أن يتم الاقتصار على استخدام هذه البدائل لفترة زمنية قصيرة ومحددة إلى حين الإقلاع النهائي عن مختلف أشكال التدخين.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery