التهاب الأذن الخارجية: الأسباب، الأعراض، والعلاج

23/07/2025   صحة الأذن   666  

التهاب الأذن الخارجية: الأسباب، الأعراض، والعلاج

مقدمة

التهاب الأذن الخارجية هو حالة شائعة تصيب القناة السمعية الخارجية، وهي الجزء الذي يربط بين الأذن الخارجية والطبلة.
تُعد هذه الحالة مؤلمة في كثير من الأحيان، وقد تؤثر على الأفراد من جميع الأعمار، خاصة أولئك الذين يتعرضون بشكل متكرر للماء أو يعانون من إصابات طفيفة في قناة الأذن.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أسباب التهاب الأذن الخارجية، أعراضه، طرق التشخيص، العلاج، والوقاية منه، بهدف توعية القراء ومساعدتهم على التعامل مع هذه الحالة بشكل فعال.

ما هو التهاب الأذن الخارجية؟

التهاب الأذن الخارجية هو التهاب أو عدوى تصيب الجلد المبطن للقناة السمعية الخارجية. يمكن أن يكون هذا الالتهاب حادًا (قصير الأمد) أو مزمنًا (طويل الأمد)، وغالبًا ما ينتج عن عدوى بكتيرية، مثل بكتيريا Pseudomonas aeruginosa أو Staphylococcus aureus.
في بعض الحالات، قد يكون الفطريات أو الفيروسات هي السبب. تتميز هذه الحالة بالتهاب الجلد في القناة السمعية، مما يؤدي إلى أعراض مثل الألم، الحكة، واحيانًا انخفاض مؤقت في السمع.

الأسباب

هناك عدة عوامل تسهم في الإصابة بالتهاب الأذن الخارجية، وتشمل:

  1. الرطوبة الزائدة: التعرض المتكرر للماء، مثل السباحة أو الاستحمام الطويل، يمكن أن يؤدي إلى ترطيب الجلد في القناة السمعية، مما يخلق بيئة مثالية لنمو البكتيريا أو الفطريات.
  2. الإصابات الطفيفة: خدش جلد القناة السمعية باستخدام أعواد القطن، الأظافر، أو أدوات أخرى قد يتسبب في تهيج أو جروح صغيرة تسهل دخول العوامل الممرضة.
  3. الأجسام الغريبة: إدخال أجسام غريبة في الأذن قد يؤدي إلى تهيج أو عدوى.
  4. الأمراض الجلدية: حالات مثل الإكزيما أو التهاب الجلد الدهني قد تزيد من قابلية الجلد للالتهاب.
  5. ضعف المناعة: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل مرضى السكري، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة.
  6. استخدام الأجهزة السمعية: ارتداء سماعات الأذن أو الأجهزة السمعية لفترات طويلة قد يحبس الرطوبة ويزيد من مخاطر العدوى.


الأعراض

تختلف شدة الأعراض حسب نوع الالتهاب (حاد أو مزمن) ومدى تقدم الحالة. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  • ألم في الأذن: غالبًا ما يكون الألم شديدًا، خاصة عند لمس الأذن الخارجية أو تحريكها.
  • الحكة: قد تكون الحكة أول علامة، خاصة في الحالات الفطرية.
  • احمرار وتورم: يصبح جلد القناة السمعية ملتهبًا ومتورمًا.
  • إفرازات: قد تخرج إفرازات من الأذن، تكون شفافة في البداية ثم تصبح قيحية أو ذات رائحة كريهة.
  • انخفاض السمع: التورم أو الإفرازات قد تسد القناة السمعية، مما يؤدي إلى ضعف مؤقت في السمع.
  • الشعور بالامتلاء: الشعور بأن الأذن "مسدودة" بسبب التورم أو تراكم الإفرازات.
  • أعراض عامة: في الحالات الشديدة، قد يعاني المريض من الحمى أو تورم الغدد الليمفاوية القريبة.


التشخيص

يتم تشخيص التهاب الأذن الخارجية عادةً من قبل طبيب أنف وأذن وحنجرة أو طبيب عام من خلال الفحص السريري. يشمل التشخيص:

  1. التاريخ الطبي: يسأل الطبيب عن الأعراض، التعرض للماء، استخدام أدوات تنظيف الأذن، أو وجود أمراض جلدية.
  2. فحص الأذن: باستخدام منظار الأذن (Otoscope)، يتم فحص القناة السمعية لتحديد علامات الالتهاب، التورم، أو الإفرازات.
  3. أخذ عينة: في بعض الحالات، قد يتم أخذ عينة من الإفرازات لتحليلها مختبريًا لتحديد نوع العامل الممرض (بكتيريا أو فطريات).
  4. استبعاد حالات أخرى: يتأكد الطبيب من أن الأعراض ليست ناتجة عن التهاب الأذن الوسطى أو حالات أخرى مثل انسداد القناة بشمع الأذن.


العلاج

يعتمد علاج التهاب الأذن الخارجية على شدة الحالة وسببها. الهدف الأساسي هو القضاء على العدوى، تقليل الالتهاب، وتخفيف الألم. تشمل الخيارات العلاجية:

  1. تنظيف الأذن: يقوم الطبيب بتنظيف القناة السمعية بعناية لإزالة الإفرازات، الشمع، أو الأجسام الغريبة باستخدام أدوات خاصة أو شفط لطيف.
  2. القطرات الأذنية: تُستخدم قطرات تحتوي على مضادات حيوية (للعدوى البكتيرية) أو مضادات فطرية (للعدوى الفطرية)، وغالبًا ما تحتوي على الكورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهاب. يجب استخدام هذه القطرات حسب تعليمات الطبيب.
  3. مسكنات الألم: قد يُوصى باستخدام مسكنات مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم.
  4. العلاج الفموي أو الحقن: في الحالات الشديدة أو عند انتشار العدوى خارج القناة السمعية، قد يصف الطبيب مضادات حيوية فموية أو عن طريق الحقن.
  5. تجنب الماء: يُنصح بإبقاء الأذن جافة أثناء العلاج، وتجنب السباحة أو الاستحمام المباشر للأذن.


الوقاية

يمكن تقليل مخاطر الإصابة بالتهاب الأذن الخارجية باتباع بعض الإجراءات الوقائية البسيطة:

  • إبقاء الأذن جافة: استخدام سدادات الأذن أثناء السباحة أو تجفيف الأذن بلطف باستخدام منشفة ناعمة بعد الاستحمام.
  • تجنب أدوات تنظيف الأذن: تجنب استخدام أعواد القطن أو الأدوات الحادة لتنظيف الأذن، حيث إنها قد تتسبب في إصابات.
  • النظافة الجيدة: الحفاظ على نظافة الأذن الخارجية بلطف دون الإفراط في التنظيف.
  • علاج الأمراض الجلدية: السيطرة على الحالات الجلدية مثل الإكزيما لتقليل مخاطر الالتهاب.
  • تجنب إدخال أجسام غريبة: عدم إدخال أي أدوات أو مواد في القناة السمعية.


المضاعفات

في حال عدم علاج التهاب الأذن الخارجية بشكل صحيح، قد تحدث مضاعفات نادرة ولكنها خطيرة، مثل:

  • التهاب الأذن الخارجية الخبيث: وهو عدوى شديدة تصيب الأنسجة العميقة والعظام المحيطة بالأذن، وغالبًا ما يصيب كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
  • التهاب مزمن: قد يصبح الالتهاب مزمنًا إذا لم يُعالج بشكل كامل، مما يؤدي إلى أعراض مستمرة.
  • انتشار العدوى: قد تنتشر العدوى إلى الأنسجة المجاورة أو الغدد الليمفاوية.


متى يجب زيارة الطبيب؟

يُنصح باستشارة طبيب أنف وأذن وحنجرة في الحالات التالية:

  • ألم شديد أو مستمر في الأذن.
  • خروج إفرازات ذات رائحة كريهة.
  • انخفاض مفاجئ في السمع.
  • ظهور أعراض عامة مثل الحمى أو التورم حول الأذن.
  • استمرار الأعراض لأكثر من بضعة أيام دون تحسن.


الخاتمة

التهاب الأذن الخارجية هو حالة شائعة يمكن الوقاية منها وعلاجها بسهولة إذا تم التعامل معها بشكل صحيح. من خلال فهم الأسباب والأعراض، يمكن للأفراد اتخاذ خطوات وقائية لتجنب هذه الحالة المزعجة.
إذا كنت تعاني من أعراض التهاب الأذن الخارجية، فمن المهم استشارة طبيب مختص للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين. الحفاظ على صحة الأذن يعتمد على العناية الجيدة والوعي بالمخاطر التي قد تؤدي إلى هذا الالتهاب.

 


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery