التهاب الجلد التماسي أو إكزيما التماس

الإكزيما هي التهاب جلدي مزمن يسبب الحكة ويتطور على شكل نوبات. هناك عدة أنواع من الأكزيما، منها الإكزيما الناتجة عن سبب داخلي، مثل الإكزيما التأتبية أو التهاب الجلد التأتبي و هو رد فعل جلدي التهابي مزمن يتميز بالحكة ومتكرر يتطور على شكل نوبات، ومن ضمن مسبباته عامل الاستعداد الوراثي، والاضطراب في الحاجز المناعي والجلدي إضافة إلى بعض العوامل بيئية.

، وهذا الالتهاب هو الشكل الأكثر شيوعًا عند الرضع، خاصة لمن لديه بشرة جافة حيث أن جدار بشرته يكون غير قادر على القيام بدوره الوقائي فتظهر الالتهابات المصحوبة بالحكة  عادةً حوالي الشهر الثالث بعد الولادة وتتحسن تلقائيًا مع التقدم في العمر. أما النوع الثاني الثاني فهو الإكزيما الركودية، التي تصيب الأشخاص الذين يعانون من مشكلة القصور الوريدي المزمن (الدوالي) في الأطراف السفلية.

الإكزيما التلامسية هي التهاب جلدي تحسسي ناتج عن سبب خارجي و تتطور على مرحلتين. الأولى هي مرحلة التحسس، حيث تكون البشرة على اتصال مع المادة المسببة للحساسية دون أي رد فعل جلدي، وقد تستمر لأيام أو شهور أو حتى سنوات.أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الظهور، عندما تتلامس المادة المسببة للحساسية مع جلد شخص قد تحسس مسبقًا، فيتعرف الجهاز المناعي على هذه المادة وتظهر أعراض الإكزيما التلامسية خلال 24 إلى 48 ساعة.

العوامل المسببة للحساسية

هناك عدة مواد قد تسبب الحساسية وتختلف حسب مكان ظهور التحسس:

• طلاء الأظافر
• منتجات العناية بالشعر والبشرة
• مسببات التحسس المنقولة عبر الهواء
• النباتات
• الأحذية ( مادة الجلد في الأحذية، مادة المطاط…)
• المجوهرات
• في اليدين ( بسبب ارتداء قفازات اللاتكس، أو استخدام معقم يدوي يحتوي على الكحول)

الأعراض

هناك مجموعة من الأعراض الجلدية من بينها ظهور منطقة حمراء في مكان التحسس بها بعض البثور الحمراء الصغيرة،هذا وتختلف الأعراض حسب درجة تطور الأكزيما كالآتي :

• الشكل الحاد من الإكزيما : تتميز بوجود احمرار غير محدد الحواف يسبب الحكة، وظهور حويصلات صغيرة جدًا تتطور لاحقا إلى قشور
• الشكل المزمن من الإكزيما : يمكن أن تظهر على الفور أو بعد الشكل الحاد وتتمثل في ظهور بقعة حمراء متقشرة،جافة و غير محددة مصحوبة بحكة مستمرة.
• الإكزيما المتحولة:هي إكزيما قديمة يصبح الجلد بسببها سميكا .

أنواع الإكزيما ومسبباتها

هناك عدة أنواع من اكزيما التماس تتحدد حسب مسبباتها فهناك نوع منها يكون سببه المواد المسببة للحساسية والمنقولة عبر الهواء كالمبيدات الحشرية والعطور والإسمنت وتظهر في هذه الحالة نوع من التهيج في المناطق المكشوفة من الجسم كاليدين والعنق والصدر والوجه وخاصة في منطقة الجفنين وما وراء الأذن ولكن قد تظهر أحيانا في المناطق المغطاة من الجسم كمنطقة ما وراء الركبة أو الإبطين أو غيرها...

يوجد نوع خاص من الإكزيما الناتج عن التعرض للشمس و التي تسبب أيضًا رد فعل تحسسي للجلد نتيجة لتعرض الجلد بشكل متزامن إلى مادة مسببة للتحسس مع أشعة الشمس، وتؤثر هذه الإكزيما على المناطق المعرضة لأشعة الشمس،و لكن على عكس الإكزيما المنقولة عبر الهواء، فإنها لا تؤثر في المناطق المحمية نسبيًا من أشعة الشمس في الوجه مثل الجفون والمنطقة تحت الذقن والطية الخلفية للأذن."

التشخيص والعلاج

يعتمد تشخيص الإكزيما خاصة على الأعراض الجلدية وأيضًا على تاريخ ظهورها وأماكن تواجدها والمواد المستعملة وذلك لتمييزها عن التهاب التهيج الذي يحدث نتيجة لاستعمال مادة مسببة للتهيج  على الجلد والذي يتميز بوجود بقعة حمراء محدودة بشكل جيد في منطقة الاتصال مع المادة المسببة للتهيج مع شعور بالحرقة أو الألم دون وجود حكة. هذا وتساعد منطقة الحساسية الطبيب في تحديد مسببات التحسس.

أما في مرحلة ثانية يتم إرسال المريض إلى أخصائي في الأمراض الجلدية لإجراء الاختبار وتحديد قائمة المنتجات المسببة للحساسية والتي يجب تجنبها مدى الحياة ذلك أن علاج اكزيما التماس يعتمد بشكل أساسي على تجنب المواد المسببة للحساسية.هذا ويمكن أن يتم علاج أعراض الحساسية باستعمال بعض الأدوية مثل كريمات الكورتيزون أما في حالات الإكزيما الحادة المنتشرة جدًا  يتم اللجوء  أحيانا إلى العلاج بحبوب الكورتيزون.

ويجب في هذا الإطار التأكيد على أهمية مقاطعة المواد المسببة للتهبج نظرا لكونها العلاج الأساسي . هذا ولا ينبغي أن ننسى أيضا التأثير النفسي لالتهاب الجلد التحسسي التلامسي، خاصة في مرحلته الحادة مع حكة مزعجة للغاية أو إذا كانت الحساسية موجودة على مستوى الوجه مثلا و مصحوبة بانتفاخ كبير. ومن جهة أخرى، يمكن أن تكون الآثار الاجتماعية والمهنية مهمة للغاية في حالات الإكزيما التلامسية المهنية والتي قد تصل إلى إعفاء الشخص من عمله.