الولادة الطبيعية هي مسألة تهم جميع النساء الحوامل وهي الولادة المحبذة مقارنة بالولادة القيصرية نظرا لكونها عملية جراحية ويمكن أن تنطوي على مخاطر سواء على مستوى النزيف خلال الولادة أو على مستوى عملية التئام الجروح.
كيف يتم اتخاذ قرار الولادة الطبيعية؟
خلال المتابعة الطبية الدورية مع الطبيب وبداية من الشهر التاسع يقيم الطبيب المختص وضعية الأم والتأكد من عدم وجود مشاكل صحية مرتبطة بالأم والتأكد من حجم الحوض كما يتأكد المختص أيضا من وضعية الجنين ووزنه. وبعد هذه الفحوصات يؤكد المختص إمكانية الولادة الطبيعية ثم يتم إرسالها إلى طبيب التوليد حتى يفسر للأم مراحل الولادة. أما بخصوص موعد الولادة فيكون عادة في الأسبوع الأخير من الشهر التاسع كما ننصح المرأة خلال الشهر التاسع بالمشي لتسهيل الولادة.
مراحل الولادة
بخصوص التقلصات فيمكن أن تشعر بها المرأة بداية من الشهر السابع بمعدل مرة أو مرتين ولكن بمجرد بلوغ موعد الولادة تصبح هذه التقلصات متتالية ومنتظمة بمعدل مرة كل خمس دقائق ثم تزداد حدتها تدريجيا. ومع هذه التقلصات يمكن أن ينزل الماء وتتجه في هذه الحالة إلى المستشفى ويقيمها الطبيب ليؤكد أن المرأة بصدد الولادة.
وخلال الولادة يمكن أن يقترح الطبيب حقنة التخدير والتي يتم حقنها أسفل الظهر لتخدير الجزء السفلي للجسم وتقليل آلام التقلصات. وتجدر الإشارة إلى أن حقنة التخدير لا تحتوي على كمية كبيرة من المخدر حتى يمكن للمرأة القدرة على الضغط. ويكمن دور الطبيب في هذه الحالة من التأكد من أن عملية الولادة تسير بشكل جيد على مستوى نزول الرأس وفي هذه الحالة لا يتدخل.
إلا أنه في بعض الحالات يمكن أن لا يتحمل الجنين أو يكتشف المختص أن الولادة ليست بصدد الحدوث بطريقة عادية ولذا يتم توجيه المرأة إلى الولادة القيصرية الاستعجالية ولذا يجب أن يكون الإطار الطبي متهيئ في كل لحظة للولادة القيصرية.
يمكن أن يتدخل الطبيب لمساعدة المرأة على الولادة الطبيعية عبر أدوات المساعدة على الولادة عندما يقيم أن حالة المرأة لم تعد قادرة على مزيد الدفع والضغط أو عندما يلاحظ أن الجنين أصبح مرهقا بفعل طول فترة الولادة.
مرحلة ما بعد الولادة
بعد خروج الرضيع يتثبت المختص من سلامة الرضيع ثم يقدمه مباشرة للأم ويتم قطع الحبل السري ثم يتم إرسال الرضيع إلى طبيب الأطفال لفحصه ماليا. وبالنسبة للأم تظل في غرفة الولادة لمدة ساعتين للتأكد من توقف النزيف قبل إخراج الأم. وعموما تتعافى المرأة بسرعة بعد الولادة الطبيعية مقارنة بالولادة القصيرية. وبعد فترة ولحماية عضلات الحوض ينصح المرأة بالقيام بحصص علاج طبيعي لاستعادة قوة ومرونة عضلات قاع الحوض التي قد تتأثر أثناء الحمل والولادة.