تأثير بيئة العمل على الصحة النفسية

تؤثر الصحة النفسية بشدة على آداء الفرد وإنتاجيته في العمل وتشير الدراسات إلى أن الصحة النفسية تعتبر ثاني أسباب الغيابات المطولة عن العمل بعد حوادث الشغل البدنية. ولذا فإن بيئة العمل المريحة ستساهم في الضرورة بالترفيع من إنتاجية العامل أما إذا كانت بيئة العمل غير ملائمة وغير مريحة فيمكن أن يعاني العامل من بعض المشاكل النفسية.

المهنيين الأكثر عرضة للمشاكل النفسية

وتوجد بعض المهن التي تجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل النفسية مثل مهنيي الصحة وأعوان الشرطة وكل المهن الخدماتية التي تتطلب علاقة مباشرة مع المواطنين. كما تجدر الإشارة إلى أن المهن التي لا تتبع توقيت واحد فقط بل يتغير توقيت العمل في كل فترة يعتبر عمالها من الأشخاص المعرضين للمشاكل النفسية بسبب عدم احترام العمل للساعة البيولوجية للفرد.

أهم الاضطرابات النفسية الناتجة عن العمل

تتأثر الصحة النفسية لدى المهنيين بسبب بيئة العمل مما يمكن أن يتسبب في عدد من المشاكل النفسية وأهمها الاحتراق النفسي المهني أو الاحتراق الوظيفي . وهو حالة من الإرهاق الجسدي والعاطفي والعقلي تحدث بسبب التعرض المستمر لضغوط العمل المرتفعة، مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط، وفقدان الدافع، وانخفاض الإنتاجية إضافة إلى سرعة الانفعال. ويؤثر الاحتراق الوظيفي على البيئة الاجتماعية للعامل أيضا حيث يمكن أن يعاني من مشاكل عائلية ورغبة في الانزواء وتجنب الرغبة في القيام بأي أنشطة. ويعتبر الاحتراق الوظيفي سببا في عيادة الطبيب النفسي.

يفضل أن يتفطن العامل إلى الأعراض الأولية التي تسبق الاحتراق الوظيفي وإذا شعر بأي من هذه العلامات يمكن أن يستعين بطبيب الشغل أو مختص نفسي . كما يجب أن يلتزم المشغل بتوفير بيئة مهنية ملائمة ومريحة ومشجعة على الإنتاج وإذا لاحظ تغيرا في سلوك أي موظف ينصح بتوجيهه للحصول على الإرشاد النفسي.

فوائد توفير بيئة عمل مريحة

من المهم أن يوفر المشغّل بيئة عمل ملائمة ومريحة لأن ذلك يؤثر بشكل مباشر على إنتاجية الموظفين وصحتهم النفسية والجسدية، مما ينعكس إيجابيًا على نجاح المؤسسة واستمراريتها. عندما يعمل الموظفون في بيئة مريحة ومحفزة، يكونون أكثر تركيزًا وفاعلية، مما يؤدي إلى إنجاز المهام بكفاءة وسرعة أكبر. كما تساعد بيئة العمل المريحة على التقليل من الاضطرابات النفسية وبالتالي التقليل من نسبة الغيابات والاستقالات وهو ما يعود بالنفع على المؤسسة. ولذا من المهم الوعي بأن بيئة العمل المريحة ليست رفاهية، بل هي استثمار ضروري في نجاح أي مؤسسة.