مرض السيلياك: الأسباب، الأعراض، والعلاج

04/06/2025   صحة عامة   2054  


مرض السيلياك: الأسباب، الأعراض، والعلاج

مقدمة

مرض السيلياك، المعروف أيضًا باسم الداء الزلاقي، هو اضطراب مناعي مزمن يصيب الأمعاء الدقيقة نتيجة حساسية الجسم للغلوتين، وهو بروتين موجود في القمح، الشعير، والجاودار. يؤدي تناول الغلوتين لدى الأشخاص المصابين بهذا المرض إلى تلف بطانة الأمعاء، مما يؤثر على امتصاص العناصر الغذائية. في هذا المقال، سنناقش أسباب المرض، أعراضه، طرق التشخيص، والعلاج.


ما هو مرض السيلياك؟

مرض السيلياك هو حالة مناعية ذاتية تُسببها استجابة غير طبيعية للغلوتين، مما يؤدي إلى التهاب وتلف في الزغابات المعوية (النتوءات الصغيرة في الأمعاء الدقيقة المسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية). هذا التلف يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية وسلسلة من الأعراض والمضاعفات إذا لم يُعالج.


أسباب مرض السيلياك

  • العامل الوراثي: المرض يرتبط بجينات معينة (HLA-DQ2 وHLA-DQ8). الأشخاص الذين لديهم أقرباء من الدرجة الأولى مصابون بالسيلياك يكونون أكثر عرضة للإصابة.
  • الغلوتين: تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين (مثل الخبز، المعكرونة، والمخبوزات) يُحفّز الاستجابة المناعية.
  • عوامل بيئية: قد تُحفّز الإصابة عوامل مثل الإجهاد، العدوى الفيروسية، أو الجراحة في بعض الحالات.


الأعراض

تختلف أعراض مرض السيلياك من شخص لآخر، وقد تكون معدية أو غير معدية. تشمل الأعراض الشائعة:

الأعراض المعدية

  • الإسهال المزمن أو الإمساك.
  • انتفاخ البطن وآلام المعدة.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • الغازات والشعور بعدم الراحة في البطن.

الأعراض غير المعدية

  • التعب المزمن والإرهاق.
  • فقر الدم (بسبب نقص الحديد).
  • آلام العظام أو المفاصل.
  • طفح جلدي (التهاب الجلد الحلئي الشكل).
  • الصداع أو الصداع النصفي.
  • مشاكل الخصوبة أو تأخر البلوغ عند الأطفال.
  • الاكتئاب أو القلق.

الأعراض عند الأطفال

  • تأخر النمو أو قصر القامة.
  • اضطرابات سلوكية مثل التهيج.
  • تأخر البلوغ.


التشخيص

يتطلب تشخيص مرض السيلياك نهجًا دقيقًا يشمل:

  1. الفحوصات الدموية: اختبارات الأجسام المضادة مثل Anti-tTG (الأجسام المضادة للترانسغلوتاميناز) وAnti-endomysial antibodies.
  2. خزعة الأمعاء الدقيقة: تُؤخذ عينة من بطانة الأمعاء الدقيقة عبر التنظير الداخلي لتأكيد وجود تلف في الزغابات.
  3. اختبارات وراثية: للكشف عن الجينات المرتبطة بالمرض (HLA-DQ2/DQ8).
  4. الاستجابة للنظام الخالي من الغلوتين: قد يُطلب من المريض اتباع نظام خالٍ من الغلوتين لمراقبة تحسن الأعراض.

ملاحظة: يجب عدم البدء بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين قبل إجراء الفحوصات، لأن ذلك قد يؤثر على دقة التشخيص.


العلاج

العلاج الرئيسي لمرض السيلياك هو النظام الغذائي الخالي من الغلوتين مدى الحياة. يتضمن ذلك:

  • تجنب الأطعمة التي تحتوي على القمح، الشعير، والجاودار.
  • اختيار بدائل خالية من الغلوتين مثل الأرز، الذرة، الكينوا، والمنتجات المصنّعة خصيصًا لمرضى السيلياك.
  • قراءة ملصقات الأطعمة بعناية للتأكد من خلوها من الغلوتين.


نصائح غذائية

  • استشارة أخصائي تغذية لتصميم نظام غذائي متوازن.
  • تناول مكملات غذائية (مثل الحديد، فيتامين د، أو الكالسيوم) إذا كان هناك نقص في العناصر الغذائية.
  • تجنب الأطعمة المصنّعة التي قد تحتوي على الغلوتين المخفي (مثل الصلصات أو اللحوم المصنّعة).


العلاجات الإضافية

  • في حالات نادرة، قد تُستخدم الأدوية (مثل الكورتيكوستيرويدات) للسيطرة على الالتهاب الشديد.
  • متابعة دورية مع الطبيب لمراقبة تحسن الأعراض وصحة الأمعاء.


المضاعفات المحتملة

إذا تُرك المرض دون علاج، قد يؤدي إلى:

  • سوء التغذية ونقص الفيتامينات.
  • هشاشة العظام.
  • زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء (نادرًا).
  • أمراض مناعية أخرى مثل السكري من النوع الأول أو التهاب الغدة الدرقية.


نصائح للعيش مع مرض السيلياك

  1. التثقيف: تعلم عن الأطعمة الخالية من الغلوتين وكيفية تجنب التلوث المتقاطع في المطبخ.
  2. الدعم النفسي: الانضمام إلى مجموعات دعم مرضى السيلياك لتبادل الخبرات.
  3. المتابعة الطبية: إجراء فحوصات دورية للتأكد من تحسن الحالة الصحية.
  4. التخطيط لتناول الطعام خارج المنزل: اختيار مطاعم تقدم خيارات خالية من الغلوتين.


الخاتمة

مرض السيلياك هو حالة مزمنة تتطلب التزامًا طويل الأمد بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين.
مع التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج، يمكن للمرضى أن يعيشوا حياة صحية ونشطة دون مضاعفات. إذا كنت تعاني من أعراض مشابهة، استشر طبيبًا مختصًا لإجراء الفحوصات اللازمة ووضع خطة علاج مناسبة.

 


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery