هشاشة العظام هو مرض شائع. والعظام هي نسيج حي وهي دائمة التكون والتجدد بفضل الخلايا التي تقوم ببناء العظم الجديد والخلايا المسؤولة عن هدم العظم القديم. ويمر العظم بعدة مراحل ففي مرحلة النمو يكبر وكثافته تزيد ويصبح أقوى وأكثر سمكا كما يتكون العظم أيضا من جدار خارجي يسمى العظم الغلافي.
ويبلغ العظم في سن العشرين أقصى درجة كثافة قبل أن تبدأ هذه الكفاءة في التراجع تدريجيا بمرور السنوات. وتعتبر الرياضة خاصة في مرحلة النمو عنصرا أساسيا ومساهمة في تقوية العظام بالإضافة إلى النظام الغذائي الصحي.
وبالنسبة للنساء تنقص كثافة العظم بشكل أكبر في العشر سنوات التي تلي انقطاع الدورة الشهرية، أما بالنسبة للرجل فإن درجة الكثافة تقل تدريجيا بمرور السنوات.
الأنواع
توجد عدة أنواع من هشاشة العظام، من ضمنها هشاشة العظام الأولية التي تصيب 95 بالمائة من النساء مقابل 80 بالمائة للرجال. وتوجد عوامل مسببة لهشاشة العظام أهمها نقص الرياضة والتدخين والإفراط في استهلاك الكحول إضافة إلى نقص الوزن وقلة ممارسة الرياضة.
أما هشاشة العظام الثانوية فهي تحدث نتيجة لعدة أمراض أخرى أولها الالتهابات المزمنة للمفاصل التي تسبب هشاشة العظام إضافة إلى أمراض السرطان وبعض أنواع الأدوية كالكورتيكويد والعلاج الكيميائي وبعض الأمراض التي تسبب زيادة الكورتيزون. كما تعتبر الغدة الدرقية والسكري أيضا أحد أسباب هشاشة العظام.
التشخيص
تعتبر هشاشة العظام مرض صامت ولا تتسبب في ألم بالكامل. ويتم اكتشافها عادة في حال حدوث كسر سواء على مستوى الفقرات أو المعصم. ولا يشعر عادة المريض بهذه الكسور بشكل مباشر ولا تكون ناتجة عن صدمة كبيرة بل بسبب سقوط عادي. وفي بعض الحالات يمكن أن يلاحظ المريض تراجعا ملحوظا في الطول ولذا عادة ما يبحث المختص في هذه الحالة عن هشاشة العظام.
وخلال العيادة يقوم المختص يتم استجواب المريض حول تاريخه المرضي كما يتم القيام بفحص لقياس كثافة العظام بالنسبة للأشخاص المسنين أو من يعانون من أمراض مزمنة أو من عوامل وراثية . ويتم بناء على نتائج الفحوصات التأكد من هشاشة العظام ليتم في مرحلة ثانية القيام بتحاليل للبحث عن العوامل المسببة لهشاشة العظام.
العلاج
يقسم العلاج إلى عدة محاور أهمها الوقاية من خلال تجنب العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام على غرار الإقلاع عن التدخين والعناية بالنظام الغذائي إضافة إلى ممارسة الرياضة التي تهدف إلى تقوية العظام والعضلات.
أما بالنسبة لعلاج هشاشة العظام فيجب أولا تعديل نسبة الفيتامينات في الجسم إذا كانت ناقصة على غرار الكالسيوم والفيتامين د. وفي مرحلة ثانية يتم وصف أدوية للمريض على شكل حبوب يتم استهلاك حبة واحدة أسبوعيا لمدة خمس سنوات وفي حال تواصل هشاشة العظام يمكن إطالة مدة الاستهلاك أو تغيير نوعية الأدوية المستهلكة والتي تهدف بالأساس للحفاظ على كثافة العظام.