الاكتئاب عند الأطفال

الاكتئاب هو اضطراب في المزاج يمكن أن يصيب الأشخاص من جميع الأعمار. يعد الاكتئاب من أكثر الأمراض انتشارًا في العالم ويؤثر أيضًا على الأشخاص الأصغر سنًا أي الأطفال

مصطلح الاكتئاب لا يشير إلى فترات قصيرة من انخفاض المزاج أو الحالات المؤقتة من الحزن التي تستمر لبضعة أيام فقط ولكن يشير إلى مرض سريري أكثر شدة والذي يتطلب تدخلًا من قبل المختصين في الصحة النفسية.

الاكتئاب هو اضطراب يؤثر بشكل كبير على التوازن النفسي للطفل ولا يظهر بنفس الطريقة لدى الطفل والمراهق والبالغ. يمكن أن يظهر في الطفولة المبكرة ما أي قبل الخمس سنوات.

يرتبط الاكتئاب عند الأطفال بشكل أساسي بالمشاكل التي تواجههم في حياتهم اليومية ( في المدرسة، داخل العائلة، مع الأصدقاء، إلخ). قد لا يكون الأطفال قادرين على التعبير عن مشاعرهم ويعانون من مشاعر مستمرة من الحزن وضعف تقدير الذات كما يمكن أن يفقدوا تدريجيا اهتمامهم واستمتاعهم بأنشطتهم اليومية.

الأعراض

تظهر لدى الطفل الذي يعاني من الاكتئاب الأعراض التالية التي تستمر مدتها لحوالي ستة أشهر متتالية :

• اضطراب المزاج: يظهر على الطفل مزاج متقلب و/ او حزين اغلب الوقت، مع انخفاض ملحوظ في درجة الاهتمام بالأنشطة التي كانت تمنحه سابقا البهجة والمتعة، إلى جانب الميل إلى الانعزال، وزيادة ملحوظة في استخدام الأجهزة الالكترونية على سبيل المثال، والتعب الشديد أثناء ممارسة الأنشطة اليومية ونوبات غضب شديد ومفاجئ.
• تغييرات في السلوك: مثل التبول اللاإرادي، النهاري أو الليلي، فرط النشاط أو الانطواء على النفس مع ظهور سلوكيات خطيرة ومتكررة (مثل الإصابات أو الحوادث المنزلية…)
• تغير في طريقة التفكير: ميل قوي نحو الإنقاص من القيمة الذاتية وقلق مبالغ فيه بشأن الموت. يمكن أن تظهر على الطفل أيضا أفكار انتحارية. تجدر الإشارة إلى أن الطفل قادر على التعبير عن ميول ونوايا انتحارية بدءًا من سن 5-6 سنوات. ولذا فإنه يجب بالضرورة اصطحابه إلى أخصائي لتقييم حالته ومراقبته.
• صعوبات في التعلم و تدهور ملحوظ في النتائج المدرسية
• ظهور أعراض جسدية متكررة: فقدان الوزن،التعب، و التشنجات، وآلام العضلات، والصداع، وآلام البطن، واضطرابات النوم.

الأسباب

تتعدد أسباب الاكتئاب وقد تشمل عوامل جينية، وهرمونية واجتماعية، وعائلية ونفسية، والتي تختلف في طبيعتها وحدتها ودرجة تأثيرها من شخص إلى آخر أو من حالة اكتئابيه إلى أخرى لنفس الشخص.

العوامل التي ترفع خطر الإصابة بالاكتئاب

• ضغط المحيط الاجتماعي للطفل : غياب الدعم العائلي أو الاجتماعي، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة مثل التعرض للتعنيف، والإصابات، والكوارث الطبيعية، والعنف الأسري، وفقدان أحد الأقارب، ونقص المساندة العاطفية الخ…
• العوامل البيولوجية مثل الأمراض المزمنة و/أو الحادة والعوامل الجينية (على سبيل المثال: وجود شخص في العائلة قد تم تشخيصه بمرض الاكتئاب)

العوامل التي تؤدي إلى ظهور علامات الاكتئاب

• الخلافات العائلية والتشتت الأسري
• العزلة العاطفية أو الصدمات العاطفية الحديثة: الطلاق، ووفاة أحد الوالدين أو الجدين، الانفصال عن قريب أو صديق
• تغير حديث في روتين الحياة اليومية (مثل الانتقال من مدينة إلى أخرى أو من مسكن إلى آخر، تغيير المدرسة، إلخ)
• أحداث أخرى: العنف والتنمر في المدرسة، الأمراض المزمنة و/أو الحادة
• العوامل الهرمونية
• في بعض الحالات، يكون الاكتئاب نتيجة لتغييرات هرمونية فيزيولوجية و ليس كنتيجة لأسباب وعوامل خارجية

العوامل التي تضاعف من حدة الاكتئاب

• هشاشة العلاقات الاجتماعية
• خلافات وعنف متكرر داخل الأسرة
• تأثير حالات الاكتئاب التي سبق وتعرض لها المريض والتي لم يتم علاجها

العوامل التي تحمي من ظهور الاكتئاب أو تكرر الإصابة به

• المهارات و الكفاءات الذاتية للطفل: مستوى جيد من الإدراك، وقدرات جيدة على التكيف، إلخ
• جودة الشبكة الاجتماعية والصداقات
• جودة العلاقات الأسرية

أهمية التشخيص الدقيق والمبكر

بشكل عام، ينبغي أن يثير أي تغير ملحوظ وحديث في سلوك الطفل اهتمام الأولياء وأن يدفعهم إلى طلب رأي المختص النفسي. وقد تكون عملية التشخيص صعبة أحيانًا عندما لا تكون الأعراض سهلة التعرف عليها من قبل العائلة. كما يمكن أن يثير الوصم الاجتماعي للاكتئاب قلقًا لدى بعض الأطفال والآباء و يمنعهم من طلب المساعدة. إلا أن الاكتئاب مشكلة شائعة، وخطيرة في بعض الأحيان، وقد تتكرر وتصبح أكثر خطورة إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب

العلاج

• العلاج النفسي للطفل مثل العلاج السلوكي المعرفي
• الإجراءات الموجهة للعائلة مثل الإحاطة النفسية العائلية
• الإجراءات الموجهة للإطار المدرسي مثل إنشاء هياكل تعليمية ملائمة لحاجيات الطفل و صعوباته النفسية